إذا قام المستثمر الجديد في عالم الفوركس بتجريب الحسابات الإفتراضية
لمدة محترمة يصبح متوفرا علي قدر من الخبرة , و بعد أن يتعلم أسلوب المتاجرة الذي
يرتكز علي طريقة خاصة في تحليل حركة الأسعار و تقلبها , بإثبات هذه
المنهجية لفاعليتها بنتائج ملموسة في عالم الحسابات الإفتراضية سواء علي المدي
القصير أو المدي الطويل , مما يجعل المستثمر الجديد جاهزا من حيث المبدأ للمتاجرة
فعليا في عالم الفوركس , بالرغم من أنه يعتبر مستثمرا جديدا و يزال في حاجة لخبرة المستثمرين الكبار , و من
أجل هذا نحاول في مقالنا هذا التطرق لأهم النصائح أو ما سنسميه بالقواعد الأساسية لتجارة الفوركس , حيث أن كل مجالات
الحياة لها قواعد أساسية و ركائز تخول لصاحبها النجاح و الإستمرارية في مجاله , و
نفس الأمر بالنسبة للفوركس , و بما أن إنطلاقة المستثمر كانت من تخصيص قدر من
المال للمتاجرة و قيامه بإختار شركة تلعب دور الوساطة و ذلك عن طريق فتح حساب مصغر
معها مما يجعله ينطلق في رحلة قد تكون طويلة أو قصيرة في عالم المضاربة بالبورصة
و العملات , و لكي تكون رحلته طويلة و
مثمرة وجب عليه تتبع مجموعة من القواعد الأساسية أثناء دخوله لأية صفقة و يمكن أن نذكر منها :
القاعدة الأولي هي وضع حد للخسارة لأن هذا الإجراء هو خطة دفاع المستثمر
الرئيسية بحكم تعامل المضارب مع أرقام سريعة التغير , كما أنه لا يوجد أحد تكون كل
توقعاته صائب , إذ أن بمجرد ملاحظته تدني حركة السعر و لم يقم بوضع حد للخسارة
يمكن أن يتكبد خسائر كارثية لأن مع مرور الوقت يمكن للخسائر أن تتضاعف.
أما القاعدة الثانية فهي عدم خسارة أكثر من % 5 من حساب المضارب في صفقة واحدة , بحيث علي
المستثمر أن يضع إحتمال الخسارة في الصفقة التي يريد الدخول إليها و حساب الخسائر
المحتملة و مقارنتها مع الحساب الإجمالي للمستثمر , و التالي التقليل من حجم
التعامل أو إلغائه إذا إقتضى الأمر .
القاعدة الثالثة هي عدم دخول أي صفقة بعكس ميل السعر رغم
أن نجاح مثل هذه الصفقات يكون سبب في تحقيق أرباح خيالية إلا أنه لا ينصح به , حيث
إذا وجد سهم في حالة سقوط لا ينصح بشرائه و إنتظار صعوده لأن صعوده غير مضمون و
المدة التي يستغرقها في الصعود لا يمكن التنبؤ بها .
أما القاعدة الرابعة فهي تتمحور حول ضرورة الإعتماد علي
التحليل في الدخول و الخروج , لأن المتاجر مهما حاول فإنه يقع فريسة للمؤثرات
النفسية و من بينها الحدس رغم عدم صحته بإستمرار بل و أن هناك من صنفه من ضمن أشد
أعداء المتاجرين , إذ يمكن للمتاجر أن ينساق وراء الطمع في ربح إلي خسارة فادحة ,
كما يمكن للخوف أن يضيع علي المتاجر أرباح كبيرة , و من أجل هذا وجب الإلتزام
بالتحليل و متابعة البيانات و المؤشرات و مقارنتها مع وضع إطار زمني بغض النظر عن
المشاعر و الأحاسيس .
القاعدة الخامسة هي إختيار الظروف و الأوقات الملائمة
لأن تحليل رسم البيانات و متابعة الأسعار يستنزف الكثير من الوقت و الجهد بكل
أنواعه , كما يحتاج للصبر الكبير , فإن لم يكن المستثمر مستعدا جسما و فكريا من
الأفضل له عدم المتاجرة في ذالك اليوم حتى يجد الوقت و الظروف الملائمة , لأن
التعب و الضغط يخفض التركيز و يزيد من إحتمال الوقوع في الخطأ , و كما هو معروف
فإن الخطأ في عالم الفوركس يكلف خسائر جسيمة .
و في الأخير الإشارة إلي ضرورة الإلتزام بالقواعد السابقة قدر الإمكان حتى
يتمتع المستثمر بمضاربة ناجحة .